jeudi 23 octobre 2014

تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة



تقديم إشكالي:
تعتبر العولمة حقلا لتجاذب القوة و النفوذ و مجالا للترابطات و الاحتكاكات،مما يؤدي إلى تقسيم المجال العالمي إلى :
-
مجالات مهيمنة تمثلها دول الشمال خاصة الثالوث العالمي ( أمريكا الشمالية والاتحاد الأوربي واليابان )والذي يتحكم في تنظيم المجال العالمي
-
مجالات هامشية مندمجة بدرجات متفاوتة تمثلها دول الجنوب الفقيرة التي تعاني البؤس و التبعية .
*
فكيف ينتظم المجال العالمي في ظل العولمة ؟ وما هي أهم خصائص هذا التنظيم ؟
*
ما هي خصائص كل من المجالات المهيمنة والمندمجة وتلك التي ما زالت في طور الاندماج ؟
*
وما هي مظاهر الترابطات والتداخلات بين المجالات بفعل العولمة ؟
I-الخصائص السوسيو-اقتصادية لتنظيم المجال العالمي في ظل العولمة
1- بعض الخصائص السوسيو-اقتصادية وأثرها على تنظيم المجال العالمي
- تفاوت في توزيع الناتج الداخلي الخام والسكان في العالم (دول الشمال : 22% من سكان العالم + 82% من PIB العالمي. دول الجنوب : 78% من سكان العالم + 18% من PIB العالمي).  
-
ارتفاع مؤشر نسبة الفقر بدول الجنوب خاصة بجنوب وشرق آسيا والمحيط الهادي وإفريقيا جنوب الصحراء ، لكونها مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة و ظروف طبيعية صعبة .أما بدول الشمال فتنخفض نسبة الفقر إلى حدود 2% كما الحال في أوربا.
- أما من حيث التنظيم الاقتصادي فيمكن تقسيم المجال العالمي إلى :
*
دول الشمال الغنية والمتقدمة : تعرف تباينات داخلية حيث يمكن التمييز فيها بين :
=
الأقطاب الثلاثة المتقدمة جدا والتي تحتضن كبريات المراكز المالية العالمية وتقود ظاهرة العولمة وتسعى  للسيطرة على العالم.
=
بلدان في طريق التحول نحو الليبرالية : روسيا وباقي دول أوربا الشرقية.
=
البلدان الصناعية الجديدة الأسيوية: كوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة و هونغ كونغ.
*
دول الجنوب الفقيرة والمتخلفة : تعرف بدورها تباينات داخلية حيث يمكن التمييز فيها بين :
=
قوى إقليمية صاعدة:الهند - الصين - إفريقيا الجنوبية - البرازيل.
=
بلدان نفطية : دول الخليج - ليبيا - الجزائر - نيجريا - فنزويلا والمكسيك.
=
بلدان معامل: توجد بها فروعا للشركات المتعددة الجنسيات بسبب ملائمة ظروف الاستثمار بها (الفلبين- ماليزيا- اندونيسيا- تركيا- المغرب – المكسيك- تونس).
=
بلدان نامية أخرى :  جمهوريات آسيا الوسطى - إيران - مصر - باقي دول أمريكا الجنوبية .
=
البلدان الأكثر فقرا : إفريقيا السوداء - أفغانستان -الباكستان - بورما.
ساهمت ظاهرة العولمة القائمة على الليبرالية والتحرير الاقتصادي وتقليص دور الدولة الاقتصادي والاجتماعي في زيادة التفاوتات بين دول العالم من حيث المؤشرات السوسيو-اقتصادية.
2 - تصنيف المجالات العالمية حسب درجة اندماجها في العولمة الاقتصادية
- يعرف المجال العالمي تباينا بين مجموعاته الجغرافية الكبرى من حيث المساهمة في المبادلات التجارية والاستثمارات ،إذ نلاحظ هيمنة أوربا الغربية وأمريكا الشمالية و اليابان و ج ش أسيا على 86.5% من المبادلات و67.7 % من الاستثمارات .
-
ويرتبط هذا التباين بالتفاوت بين دوله على مستوى القوة الاقتصادية ودرجة الاندماج في العولمة الاقتصادية .فعلى صعيد هذه الأخيرة يمكن التمييز بين :
*
الأقطاب الكبرى في العالم (أوربا غ- أمريكا الشمالية- اليابان) منطلق العولمة ومركز قيادتها. تضم مراكز مالية عالمية غير أننا نجد داخل هذه الأقطاب مناطق داخل الأقطاب الكبرى اقل اندماجا (الدول الحديثة العهد داخل الاتحاد الأوربي )
*
بلدان مستقلة مندمجة في العولمة : روسيا ،استراليا،الصين ، الهند ، والبرازيل .
*
بلدان مندمجة في العولمة خاضعة لتأثير الأقطاب الكبرى : أوكرانيا،بيلاروسيا ومولدافيا أمريكا الوسطى والأرجنتين والشيلى ومعظم دول العالم الإسلامي وبعض إفريقيا السوداء مثل نيجريا والكابون وناميبيا وبوتسوانا وكينيا.
*
مناطق في طور الاندماج في العولمة مثل موريتانيا ومالي والسنغال والنيجر والتشاد وإثيوبيا وانغولا وزامبيا وموزنبيق ومدغشقر والشيلى واليمن الباكستان ومنغوليا...الخ
*
مناطق مهمشة فقيرة :مثل كولومبيا والسودان والصومال والكونغو وزيمبابوي والعراق وأفغانستان.
II -المجالات المهيمنة في إطار العولمة الاقتصادية و بعض خصائصها.
1 -الأقطاب الثلاثة المهيمنة على الاقتصاد العالمي ومناطق نفوذها الاقتصادي
تهيمن على الاقتصاد العالمي ثلاثة أقطاب رئيسية تتقاسم مناطق النفوذ العالمي فيها بينها و هي :
-
أمريكا الشمالية: يمتد نفوذها داخل أمريكا الجنوبية والوسطى والشرق الأوسط
-
أوربا الغربية : يمتد نفوذها داخل إفريقيا والشرق الأوسط
-
اليابان : يمتد نفوذها داخل جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط
2-الخصائص السوسيو-اقتصادية للمجالات المهيمنة في العالم
وتتجلى قوة هذا الثالوث العالمي من خلال مؤشراته السوسيو-اقتصادية. فاجتماعيا لا تمثل ساكنته سوى 14% من س.ع لكنه يحظى ب54% من الناتج الداخلي الخام العالمي ويتجاوز معدل الدخل الفردي 30000 $. أما اقتصاديا فيحتل المراتب الثلاثة الأولى عالميا وتشكل منتجات التكنولوجيا العالية أكثر من 30% من صادراته.ويحتكر 59.1% من التجارة الدولية و62.1% من الاستثمارات الخارجية.
3 -مظاهر الهيمنة الاقتصادية للأقطاب الثلاثة الكبرى في العالم
أما مظاهر هيمنة هذا الثالوث العالمي على الاقتصاد العالمي فتتجسد على أربع مستويات :
-
صناعيا : احتكار الصناعات الالكترونية الدقيقة والحيوية + فتح فروع للشركات المتعددة الجنسية في جميع أنحاء العالم.
-
ماليا : استقطاب 60% من الاستثمارات العالمية + التحكم في البورصات العالمية + اعتماد الدولار اليورو والين عملات رئيسية في المعاملات الدولية + الاستحواذ على 73% من ن.د.إ العالمي.
-
تجاريا : احتكار 86% من المبادلات التجارية الدولية + الاعتماد على تصدير مواد مصنعة مرتفعة القيمة.
-
ثقافيا : التحكم في وسائل وتكنولوجيات الاتصال والإعلام + امتلاك جل الشركات متعددة الجنسية + نشر قيم الثقافة الغربية عبر وسائل الإعلام والاتصال.
III -خصائص المجالات المندمجة والتي في طور الاندماج و دورها في العولمة
1 -خصائص المجالات المندمجة
أ-الدول الصناعية الجديدة الأسيوية:تعيش وضعية انتقالية. يعتمد اقتصادها على الصناعة وتصدير منتجاتها.تستفيد من الاستثمارات الأجنبية وتمكنت من تكوين شركات متعددة الجنسيات.لا تمثل ساكنتها سوى 0.5% من س.ع.غير أنها تستحوذ على3.5% من ن.د.إ.ع ويصل الدخل الفردي بها إلى 23000 دولار.تساهم ب9.6% في التجارة العالمية وب7.1% من الاستثمارات العالمية.
ب-القوى الصاعدة:دخلت مرحلة التصنيع في العقود الأخيرة.يتمحور اقتصادها حول تصدير المواد المعدنية والصناعات الاستهلاكية .ميزانها التجاري متوازن.تمثل ساكنتها 47% وتستحوذ على 26.6% من ن.د.إ.ع ويقل الدخل الفردي عن 8000 دولار .تساهم ب 13.9% في التجارة الدولية وب14.9% من الاستثمارات العالمية.
ج-الدول النفطية:اقتصادها يرتكز على الصناعات الاستخراجية والتكريرية وعلى مداخيل تصدير المحروقات.تمثل 8.9% من س.ع وتحظى ب4.1% من ن.د.إ.ع.يبلغ الدخل الفردي 12800 دولار وتساهم في التجارة الدولية ب6.4% وفي الاستثمارات العالمية ب3.6%.
2-خصائص المجالات في طور الاندماج:
أ-رابطة الدول المستقلة وأوربا الشرقية: تخلت عن النهج الاشتراكي وتتجه الآن نحو اقتصاد السوق + مساهمتها في نظام العولمة ضعيفة.(6.3% من س.ع + %6.3 من ن.د.إ.ع + الدخل الفردي 8800 دولار + %3.3 من التجارة الدولية + %7.3 من الاستثمارات العالمية).
ب-الدول النامية: نمو اقتصادي متوسط بسبب ثقل المديونية الخارجية وعلاقاتها التجارية غير المتكافئة مع دول المركز + تهتم بالصناعات الاستهلاكية(12.1% من س.ع. + %4.3 من ن.د.إ.ع +الدخل الفردي ما بين 88000-1000 دولار + 7% من التجارة الدولية + %10.2 من الاستثمارات العالمية).
ج-البلدان الأقل نموا(الفقيرة):مهمشة اقتصاديا + يعتمد اقتصادها على تصدير المواد الخام ← علاقات تجارية غير متكافئة ← عجز تجاري.(%11.6 من س.ع + %1.22 من ن.د.إ.ع + الدخل الفردي يقل عن 1000 دولار + %0.7 من التجارة الدولية + %1.6 من الاستثمارات العالمية).
IV -بعض مظاهر الترابطات داخل المجال العالمي
يقصد بالترابطات داخل المجال العالمي العلاقات المتداخلة بين اقتصاديات دول العالم بفعل ظاهرة العولمة والتي تتخذ أشكالا متعددة ينظمها الفاعلون الرئيسيون في مجال العولمة .واهم هذه الأشكال :
1
-تيارات الهجرة البشرية: (اليد العاملة ،هجرة الأدمغة ،الهجرة السرية) في هذا الإطار نلاحظ أن المجال العامي مقسم إلى:
*
مجالات مستقبلة للهجرة : دول الشمال خاصة و.م.أ وكندا وأوربا غ واليابان واستراليا إضافة إلى بعض دول الجنوب مثل دول الخليج النفطية وجنوب إفريقيا .
*
مجالات انطلاق الهجرة : دول الجنوب خاصة جنوب شرق أسيا وشمال إفريقيا وإفريقيا السوداء وأمريكا الوسطى والجنوبية إضافة إلى بعض دول الشمال مثل أوربا الشرقية.
2
-التيارات المالية: تركز تيارات الاستثمارات المالية شبه الدائمة بدول الثالوث التي توجد بها اكبر البورصات (نيويورك،لندن،باريس،وطوكيو).
3-
تيارات النفط : تتجه تجارة النفط عموما من دول الجنوب (OPEP) نحو دول الشمال خاصة الأقطاب الاقتصادية العالمية.كما أن هناك اتجاها آخر داخل دول الشمال من روسيا وبحر الشمال نحو أوربا غ ومن كندا نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــة :
إن السيطرة على العالم من قبل الأقطاب الكبرى عبر ظاهرة العولمة لا تنحصر في المجالات الاقتصادية والسياسية والمالية بل تتعداها إلى :
1-
المجال الثقافي : حيث تقوم هذه الأقطاب بمراقبة الصناعة الثقافية عبر شركاتها المتعددة الجنسية التي تحتكر معظم الاستثمارات والبنيات التحتية للثقافة في العالم (83% من حجم الميزانية العامة المخصصة لقطاع البحث والتنمية على الصعيد العالمي ). بينما يبقى نصيب دول الجنوب هزيلا جدا(أمريكا اللاتينية 1% وإفريقيا 0.5% ).
2-
المجال العسكري : تتوزع الميزانية العسكرية في العالم بعدم التكافؤ حيث تهيمن و.م.أ وحلفائها على 67% بينما لا يتعدى نصيب روسيا والصين والدول المعارضة للولايات المتحدة الأمريكية 13% . ومن مظاهر الهيمنة العسكرية لبعض الأقطاب الكبرى في العالم
-
احتكار الولايات المتحدة الأمريكية ل36% من الميزانية العسكرية العالمية.
-
حاملة الطائرات الفرنسية في المحيط الهندي (شارل دوغول)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire