dimanche 12 octobre 2014

العالم غداة الحرب العالمية الأولى



مقدمة: شهدت الفترة المتراوحة ما بين 1914 و1918م، حربا عالمية أولى بين دول المركز أو الوسط ضد دول  التحالف أو الوفاق. وقد خلفت خسائر كبرى على كافة  المستويات و أحدثت تغيرات كبرى على المستوى العالمي.
 فما هي المراحل الكبرى  لهذه الحرب؟ وما أبرز نتائجها؟
و ما ابرز مقررات معاهدات الصلح بعد الحرب؟ و ما اثر الحرب على المكانة الاقتصادية لأوربا و الولايات المتحدة الامريكية؟
I- مراحل الحرب العالمية الأولى ونتائجها المادية والبشرية:
1-  مراحل الحرب العالمية الأولى:
كان حدث مقتل ولي عهد النمسا "فرنسوا فرديناند" الشرارة التي أوقدت نار الحرب ع I التي أرادت ألمانيا والنمسا و ايطاليا (دول المركز أو الوسط) على إنهائها في فترة وجيزة، لكن صمود فرنسا وروسيا وبريطانيا (دول التحالف) جعل الحرب تستمر إلى 1918م.
و قد مرت الحرب بمرحلتين أساسيتين:
-المرحلة الأولى (1914 - 1917): تميزت بنهج خطة حرب الخنادق  وحققت فيها ألمانيا عدة انتصارات سواء في الجبهة الغربية ضد فرنسا أو في الجبهة الشرقية ضد روسيا.و تميزت هذه المرحلة بأحداث كبرى أهمها الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين بقيادة الحسين بن علي. كما تميزت بتفوق دول المركز
-المرحلة الثانية (1917 - 1918) : : تميزت باستئناف الحرب المتحركة حيث اضطرت ألمانيا إلى توسيع حرب الغواصات لتشمل سفن الدول الداعمة للحلفاء.وبفعل ارتباط المصالح وإغراق بعض سفنها وافق الكونغرس على طلب الرئيس الأمريكي ويلسون بخصوص إعلان الحرب على ألمانيا .هذه الأخيرة التي كانت تستعد لاستئناف الحرب المتحركة خاصة مع انسحاب الاتحاد السوفياتي اثر نجاح الثورة البلشفية .و بدخول الولايات المتحدة الحرب انقلبت موازين القوى لصالح دول التحالف.

   
2- النتائج البشرية والمادية للحرب العالمية الأولى:
اعتبرت ألمانيا الخاسر الأكبر في الحرب حيث فقدت ما يناهز 2 مليون ألماني,تلتها روسيا... واعتبرت و.م.أ. الأقل خسارة في الحرب على مستوى أعداد القتلى . وخلفت الحرب الآلاف المعطوبين (ذوو الاحتياجات الخاصة) الشيء الذي أثر سلبا على دولهم التي كانت ملزمة بتخصيص ميزانيات خاصة لإعالتهم (التقاعد). كما لوحظ بعد الحرب ظهور مشكل التضخم مما أفرز مشاكل اقتصادية تمثلت في غلاء كلفة المعيشة. كما نشير إلى لجوء كل دول أوروبا لاقتراض لتعزيز القدرات العسكرية خلال الحرب ولإعادة إعمار وبناء أوروبا بعد الحرب.
II- معاهدات الصلح :
1- تحديد أهم بنود معاهدة فرساي:
تم توقيع الاتفاقية في 28 يونيو 1919 بحضور الدول المنتصرة وعلى رأسها الو.م.أ. + بريطانيا + فرنسا + إيطاليا ومن دون حضور ألمانيا . وقد تضمنت الاتفاقية مجموعة من الفصول فاق عددها 200 فصل نصت كلها على تحميل ألمانيا مسؤولية اندلاع الحرب وبالتالي إلزامها بدفع تعويضات مادية للدول المنتصرة. كما نصت الاتفاقية على منح منطقة الألزاس واللورين لفرنسا، ودفع ألمانيا إلى عدم بناء تحصينات عسكرية قرب الحدود بينها وبين فرنسا (منطقة نهر الراين)، كما انتزعت المستعمرات من ألمانيا لصالح كل من فرنسا و بريطانيا.
2- أهم المواقف من معاهدة فرساي:
- موقف فرنسا:
•الرأي العام: انتقد المعاهدة واعتبر أن ما حصلت علية فرنسا غير كاف.
•كليمانصو : فرنسا حصلت على كل ما يمكن الحصول عليه خاصة في ظل الظروف التي انعقدت فيها المعاهدة (هنا إشارة إلى الضغوط التي مورست على فرنسا من قبل انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.)
-موقف ألمانيا:
•الرأي العام : رفض المعاهدة ونظم مظاهرات في الشوارع للتعبير عن هذا الرفض. واعتبر المعاهدة إهانة لألمانيا لأنها فرضت بالقوة ولم تكن نتيجة مفاوضات (فقدان ألمانيا ل70الف كلم2 من أراضيها و7% من سكانها + تجريدها من قوتها العسكرية + إحاطتها بدول صغيرة وجديدة مثل بولونيا وتشيكوسلوفاكيا).
•الموقف الرسمي : عين الحلفاء حكومة " فيمار " في ألمانيا و التي كلفت بتنزيل و تطبيق بنود فرساي .
3- المعاهدات الأخرى ضد الدول المنهزمة:
المعاهدات
تاريخها
الطرف المعني بها
أهم شروطها
معاهدة سان جرمان
10 شتنبر 1919م
الإمبراطورية
 النمساوي -المجرية
- فصل النمسا عن المجر.
- اقتطاع أجزاء ترابية منهما لصالح: يوغوسلافيا وتشيكوسلوفـاكيا وإيطاليا وبولونيا ورومانيا.
- تحديد قواتهما العسكرية.
معاهدة تريانون
4 يونيو 1920م
معاهدة نويي
27 نونبر 1919م
بلغاريا
- اقتطاع أراضي بلغارية لصالح اليونان ويوغوسلافيا و ورومانيا.
-  تحديد قواتها العسكرية.
معاهدة سيـفر
10 غشت 1920م
الإمبراطورية العثمانية
- تفكيك الإمبراطورية العثمانية وتسليم جل أراضيها الأوربية لليونان.
- اقتطاع أراضي المشرق العربي وإخضاعها للانتداب الفرنسي والانجليزي.

III-    التحولات الترابية والسياسية بعد الحرب:
1- التغيرات الترابية بأوروبا:
تمثلت في انهيار الإمبراطوريات ( انظر الخريطتين ص 18-19 ) خاصة الإمبراطورية الروسية القيصرية وانهيار الإمبراطورية العثمانية، سقوط الإمبراطورية الألمانية و الإمبراطورية النمساوية الهنغارية... وقد نتج انهيار الإمبراطوريات ظهور دول جديدة مثل الاتحاد السوفيتي وتركيا وجمهورية النمسا، المجر (هنغاريا) ظهور جمهورية ألمانيا... ومن جهة ثانية ظهرت دول جديدة مثل بولونيا، تشيكوسلوفاكيا، يوغوسلافيا وجمهوريات بحر البلطيق.
2- التغيرات السياسية بعد الحرب:
أ‌-تأسيس عصبة الأمم  : تضمن برنامج الرئيس الأمريكي ويلسون خلق منتظم دولي للسهر على حفظ السلم العالمي والدفاع عن استقلال الشعوب والدول .تأسست قي 25 يناير 1919م.واتخذت من جنيف مقرا لها.وتتكون من 3 أجهزة رئيسية هي :
*الجمعية العامة: بمثابة هيئة تشريعية تجتمع مرة في السنة وتصوت على القرارات بأغلبية الثلثين. ومن اختصاصاتها قبول الأعضاء الجدد وانتخاب أعضاء المجلس غير الدائمين وإعادة النظر في المعاهدات وتصديق الموازنة.
*مجلس العصبة : جهاز تنفيدي يتكون من 5 أعضاء دائمين (بريطانيا، إيطاليا، فرنسا، واليابان) و4 أعضاء غير دائمين.يجتمع 3 مرات في السنة. ويصوت على القرارات بالإجماع.ومن اختصاصاته مراقبة إدارة الأراضي الموضوعة تحت الانتداب ومراقبة حماية الأقليات ومراقبة معاهدات الصلح.
*الأمانة العامة: جهاز يسهر على الأعمال الإدارية. تتألف من الأمين العام ومساعد واحد و3 نواب إضافة إلى عدد من الموظفين.ومن مهامها تنفيذ قرارات المجلس والجمعية العامة وتهيئة الأعمال الضرورية لعملهما وتهيئة موازنة العصبة.
*محكمة العدل الدولية: تأسست سنة 1922م للفصل في النزاعات بين الدول.وتمثل الجهاز القضائي للعصبة.

      ب‌-اندلاع الثورات ببعض دول اوربا
- بفرنسا : 1920م قادها عمال السكك الحديدية.
- بألمانيا : ثورة الشيوعيين سنة 1919م بزعامة روزا لوكسمبورغ وكارل ليبنخت.
- بروسيا : الحرب الأهلية فيما بين 1918م-1921م بعد نجاح الثورة البولشفية.
- بايطاليا : ثورة طالبت بإقامة حكومة شيوعية على النمط الروسي (1919م-1920م).
IV-مؤشرات تحول الثقل الاقتصادي الى خارج اوربا بعد الحرب العالمية الأولى
1- الوضعية الاقتصادية الجديدة بعد الحرب:
· ظهور عجز كبير في ميزانية الدول الأوربية بسبب ارتفاع النفقات وانخفاض المداخيل.
· ارتفاع قيمة الديون الأوربية بسبب التكاليف المالية للحرب وإعادة اعمار أوروبا ما بعد الحرب.
2- مساهمة الحرب في ظهور قوى اقتصادية جديدة خارج أوروبا:
اعتبرت و.م.أ. الرابح الأكبر بعد الحرب، فقد كانت هي الممول الرسمي لأوروبا بمواد صناعية وقروض مالية فعوضت بالتالي القوة البريطانية الجريحة.
وعلى المستوى الأسيوي برزت اليابان كقوة جديدة استثمرت في كل جنوب شرق آسيا مستفيدة من تراجع الدور البريطاني والفرنسي في المنطقة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire