dimanche 19 octobre 2014

الثورة الروسية وأزمات الديمقراطية الليبرالية.



تمهيد إشكالي:عرفت روسيا سنة 1917 ثورة أدت إلى إسقاط النظام القيصري وقيام نظام اشتراكي، في حين عرفت الأنظمة الديمقراطية بأوربا الغربية أزمات متعددة:
-          فما هي عوامل الثورة الروسية؟
-          وما هي أهم تدابير بناء النظام الاشتراكي؟
      -    وما هي أزمات الديمقراطية الليبرالية؟
- وصف بعض مظاهر الثورة الروسية وتحديد عوامل اندلاعها.I
1-وصف مظاهر الثورة الروسية:
عرفت روسيا في بداية القرن 20 مجموعة من الثورات أهمها:
-ثورة 1905: من طرف الفلاحين والعمال ثم بعدها إنشاء مجلس الدوما وضع نظام دستوري مع بقاء الصلاحيات الفعلية بيد القيصر.
-ثورة فبراير1917: قادتها النساء وأنظم إليها الجنود حيث أجبر القيصر على التنازل، وتكونت حكومة مؤقتة.
-ثورة أكتوبر 1917: بزعامة فلاديمير اليتش أوليانوف "لينين" تم احتال عدد كبير من مؤسسات الدولة ومقر الحكومة المؤقتة وإسقاطها وإنشاء الاتحاد السوفياتي حيث اتخذ لينين مجموعة من الإجراءات أهمها:
*داخليا: إصدار مراسيم تهم العمل في المصانع ووضع الأرض رهن إشارة اللجان الزراعية التابعة للسوفيات + تأميم لأبناك والمؤسسات الصناعية والنقل السككي + إلغاء حرية الصحافة وتكوين الجيش الأحمر.
*خارجيا: توقيع معاهدة بريست ليتوفيسك في مارس 1918 والانسحاب من حرب العالمية الأولى + الاعتراف بحق للمقومات في تقرير مصيرها + الكشف عن مضامين معاهدة سايكس-بيكو.
2-عوامل اندلاع الثورة الروسية:
تظافرت مجموعة من العوامل منها:
- سياسيا: ضعف سلطة الحكم ( القيصر نيكولا II) واستبداده بالحكم في ظل النظام القيصري مما أدى إلى بروز عدة أحزاب معرضة له.
- عسكريا: المشاركة في الحرب لعالمية الأولى، واستنزاف قوى جيشها وعجز الدولة عن تمويله مما جعله يتذمر ويتراجع إلى الوراء ويفقد أكثر من 4  ملايين.
- اقتصاديا: ندرة المواد الغذائية ( خبز – سكر – حليب)  وارتفاع أسعارها مما أدى إلى انتشار المجاعات وعمليات النهب والسرقات وتذمر المجتمع.
-اجتماعيا: الهرمية التي كانت تطبع المجتمع الروسي حيث استحوذ النبلاء وكبار الملاكين ورجال الدين والقيصر الذين يمثلون فئة قليلة على معظم الأراضي، بينما نجد صغار الفلاحين ( الموجيك) والعمال معرضون للاستغلال والمجاعات وهم الفئة الكبرى.
كل هذه العوامل أدت إلى تزايد المعارضة ضد النظام القيصري من طرف الأحزاب والمجتمع وبالتالي اندلاع المظاهرات والثورات بما فيها ثورة أكتوبر 1917
II-التعرف على أهم التدابير المتخذة لبناء النظام الاشتراكي السوفياتي.
1-تشخيص بعض التحديات التي واجهتها ثورة 1917 والتدابير التي اتخذها لينين لمواجهتها.
واجهت روسيا مجموعة من التحديات تمثلت في الحرب الأهلية لتي خاضها البلاشفة بقيادة الجيش الاحمر ضد أنصار النظام القديم المدعومين من طرف قوى خارجية خصوصا انجلترا وفرنسا التي كانت تتخوف من انتقال المد الشيوعي إليها والتي امتدت من 1918 إلى نهاية 1921 وانتهت بفوز البلاشفة، هذه الحرب كان لها الأثر البالغ على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد حيث انتشرت البطالة  والمجاعة وأغلقت المعامل ونذرت المحروقات، مما جعل لينين ينهج شيوعية الحرب في مرحلة أولى ثم السياسة الاقتصادية الجديدة في مرحلة الثانية من أجل تحسين الأوضاع السياسية والاجتماعية لروسيا ومن ضمن الإجراءات التي تم اتخاذها:
على المستوى الفلاحي: السماح للفلاحين ببيع جزء من محاصيلهم ومنحهم إمكانية كراء أراضيهم وتشغيلهم أجراء، التراجع عن انتزاع أراضيهم بالقوة...
على المستوى الصناعي والتجاري: تم الاستعانة بخبراء أجانب و رأسمال أجنبي، والتراجع عن تأميم المقاولات الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى احتفاظ الدولة بمراقبة القطاع البنكي  والنقل والصناعة والتجارة الخارجية، هذا يعني أن روسيا لجأت إلى رأسمالية الدولة كمرحلة انتقالية لمواجهة الأوضاع الصعبة.
2-مساهمة ستالين في بناء النظام الاشتراكي السوفياتي
بعد وفاة لينين 1924 نشب صراع على الحكم بين مجموعة من القادة وخاصة بين تروتسكي  وستالين الذي سيطر على مقاليد الحكم وتم نفي تروتسكي إلى المكسيك، حيث تم اغتياله سنة 1940. عمل ستالين على تقوية الاتحاد السوفياتي من خلال نهج عدة إجراءات أهمها:
·         تحويل البلاد من دولة الفلاحية إلى دولة صناعية مع تطوير قطاع النقل.
·         تطوير الفلاحة بالاعتماد على التعاونيات الفلاحية ( السفوخوزات والكلوخوزات).
·         القضاء على الفوارق الاجتماعية.
مكنت هذه الإجراءات  من بناء الاشتراكية السوفياتية حيث حققت البلاد أرقاما قياسية في إنتاج الحبوب والطاقة وتأسيس قاعدة صناعية كبرى مكنت الدولة من تحقيق إنتاج كبير من الصلب والمنتجات الصناعية.
III- تشخيص بعض الأزمات التي عرفتها الديمقراطيات الليبرالية.
1-الأزمات السياسية بكل من ايطاليا وفرنسا.
أ- في إيطاليا: ارتبطت الأزمة السياسية بمخلفات الحرب العالمية الأولى( عدم استجابة الحلفاء للوعود بالنسبة لإيطاليا بضم تريست ودلماسيا) مما أدى إلى سخط وتدمر الشعب الايطالي خاصة أن الأحزاب السياسية الحكومات القائمة فشلت في رد الاعتبار للإيطاليين وإيجاد الحلول للمعضلات الاجتماعية ( بطالة، غلاء المعيشة) هذا الوضع فسح المجال لظهور الحزب الفاشي بزعامة موسوليني  الذي أكد على البعد القومي ، وعارض بتعصب شديد المبادئ الحرة،( التعددية السياسية حرية الرأي والصحافة)  وقد ساندته الكنيسة والبورجوازية لمواجهة المد الشيوعي، وأمام تزايد نفوذ الفاشيين والتهديد بالزحف على روما، اضطر الملك فيكتور امانويل الثالث إلى التخلي عن السلطة لفائدة موسوليني .
ب- في فرنسا: شهدت فرنسا أزمة سياسة خلال الثلاثينيات من القرن الماضي بسبب الفساد المالي ( الصفقات المشبوهة لستافسكي، وتورط بعض رجال السياسة الفرنسيين، فحدثت مظاهرات  و اصطدامات أفضت إلى سقوط الحكومة وإجراء انتخابات اصفرت عن وصول جبهة الشعبية ( الحزب الشيوعي ، الحزب الراديكالي، الحزب الاشتراكي) إلى الحكم سنة 1936 والتي اتهمت بإنهاء ممثل الشيوعية السوفياتية في فرنسا.
2-الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بكل من إيطاليا وفرنسا.
أ‌-                   بإيطاليا: عجزت الصناعة عن تلبية الحاجيات الداخلية للسكان مما  أدى إلى الاستيراد من الخارج، وبالتالي عجز في الميزات التجاري، إضافة إلى تراجع عائدات السياحة والمهاجرين الايطاليين الشيء الذي نتج عنه نقص في المداخل، وتندي الأجور وتقلص القدرة الاشتراكية وارتفاع المديونية مما أدى إلى إضرابات سياسية واجتماعية
ب‌-                بفرنسا: عانت فرنسا من أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة تمثلت مظاهرها في:
·         لإهمال العالم القروي واستفحال البطالة
·         ضعف البنيات التحتية. ( الماء، الكهرباء، الصحة...)
·         تدمر رجال الأعمال (التجار والصناع) من الثقل الضريبي( 6% من السكان يؤدون 50%  من الضرائب ) مما أدى إلى إفلاس بعضهم.... الشيء الذي نتج عنه مظاهرات اجتماعية منددة للسياسة الحكومية.
خاتمة:
شكل نجاح الثورة البولشفية دعما للمد الشيوعي في العالم وتزامن ذلك مع ظهور أزمات سياسية اقتصادية واجتماعية في الديمقراطيات الليبرالية مما ساهم في توفير الظروف التي ستمهد لاندلاع حرب عالمية ثانية، وكان أخطر هذه الأزمات الأزمة الاقتصادية لسنة 1929.
المصطلحات:
الثورة البروليتارية: الثورة التي يتزعمها العمال، وهي في نظر الفكر الماركسي التي ستمكن العمال من الحكم
المجتمع الاشتراكي: هو المجتمع الذي يعد نتيجة لاستيلاء البرولتاريا على السلطة والقضاء على مظاهر الاستغلال، وبالتالي فهو مجتمع لا يسود فيه استغلال البروليتارية من طرف أرباب العمل. تصبح هي المالكة لوسائل الإنتاج.
موسوليني: 1883 – 1945 انتمى إلى الحزب الاشتراكي،و اعتقل سنة 1908، استغل ظروف وأزمة ايطاليا بعد الحرب العالمية 1 ووصل إلى الحكم.
الحكومة المؤقتة: هي الحكومة التي أقامها زعماء ثورة 1917، وترأسها أغلبية من البورجوازية التي كانت تتبنى النظام البرلماني.
الجيش الأحمر: هو الجيش الذي أنشأه زعماء ثورة أكتوبر 1918 كان في البداية عبارة عن قلة لكنه خضع لتنظيم صارم ودقيق جعله مدربا وقادرا على القيام بعمليات كبيرة.
لينين: 1870 عمل محاميا وتبنى المبادئ الماركسية، زعيم أغلبية الحزب العمالي الاشتراكي الديمقراطي الروسي،قاد الثورة البلشفية سنة 1917.
معاهدة بريست- ليتوفيسك: وقعها في مارس1918 زعماء ثورة أكتوبر 1917 مع ألمانيا و نصت على انسحاب روسيا من الحرب
رأسمالية الدولة: سياسة تقوم على السماح ببعض الممارسات الاقتصادية ذات الطبيعة الرأسمالية لكن تحت مراقبة و توجيه الدولة.
شيوعية الحرب: هي الإجراءات التي اتخذها لينين لمواجهة ظروف روسيا بعد الثورة، و تمثلت في اتخاذ جميع القرارات الاقتصادية على الصعيد المركزي، فتم تأميم مجموعة من الضيعات و المعامل، و تمت مصادرة المحاصيل التي رفض الفلاحون بيعها.
السياسة الاقتصادية الجديدة: نهجها لينين لمواجهة الظروف الصعبة التي كانت تعيشها روسيا بعد الحرب الأهلية، و تمثلت في اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتحسين الأوضاع الاقتصادية.
السوفخوزات: عبارة عن تعاونيات فلاحية تخضع للتسيير من طرق الدولة في مقابل الكولخوزات التي كانت خاضعة للتسيير الجماعي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire