lundi 20 avril 2015

المغرب: الكفاح من اجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية

تمهيد إشكالي:
ساهمت عوامل مختلفة في ظهور الحركة الوطنية المغربية، التي اعتمدت وسائل مختلفة للمطالبة بالإصلاحات خلال الثلاثينيات، وبعدها طالبت بتحقيق الاستقلال وبفضل ثورة الملك والشعب حصل المغرب على استقلاله واسترجع سيادته على مجموع ترابه.
فما هي مميزات الحركة الوطنية في الثلاثينيات من القرن 20؟
وما التحولات التي عرفتها منذ يناير 1944؟
وماهي مجهودات المغرب لاستكمال وحدته الترابية؟
I – تعرف نشأة الحركة الوطنية وأهم مطالبها الإصلاحية:
 1- ظروف نشأة الحركة الوطنية و أحدد وسائل عملها:
تمحور عمل الحركة الوطنية قبل الحرب العالمية الثانية حول تعميق والمطالبة بالإصلاحات مستغلة مجموعة من الظروف:
 -انهزام المقاومة المسلحة –أثر الاستغلال الاستعماري - مساهمة خريجي المدارس الإسلامية والمعاهد الأجنبية في خلق نواة الحركة الوطنية - تأثير الحركة الوطنية في المشرق العربي وآسيا - إضافة إلى موقف الأحزاب اليسارية الفرنسية و أزمة 1929.
 شكل صدور الظهير البربري 16 ماي 1930 منعطفا بارزا في تاريخ الحركة الوطنية حيث أرادت فرنسا تمزيق الوحدة الوطنية بإبعاد البربر عن العروبة و الإسلام بإنشاء قضاء عرفي أمازيغي مستقلا عن القضاء المغربي ومنح القضاء الفرنسي صلاحيات واسعة في أكبر جزء من الوطن و محاولة تنصير الأمازيغ و دمجهم في الثقافة الفرنسية .
أدى الظهير البربري إلي نشاط الحركة الوطنية حيت تجسد ذلك في ظهور حركات احتجاجية على شكل تجمعات في المساجد(قراءة اللطيف) و شكل المادة الأولى لظهور الحركة الوطنية التي قدمت برنامجا إصلاحيا في دجنبر 1934 إلى السلطان و إلى الإقامة العامة و الحكومة الفرنسية كما ظهرت مجموعة من الأحزاب ككتلة العمل الوطني سنة 1934 الذي انشق سنة 1937 إلى حزبين : -الحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات :تزعمه علال الفاسي تم حله ونفي زعيمه بعد أحداث واد بوفكران -الحركة القومية المغربية: تزعمه محمد حسن الوزاني الذي نفي بعد أحداث واد بوفكران إلى الصحراء إلى غاية1946 أما في المنطقة الإسبانية فقد ظهر حزبان هما : - حزب الإصلاح الوطني: أسسه عبد الخالق الطريس 1933 - حزب الوحدة المغربية: أسسه المكي الناصري 1937. و قد اعتمدت الحركة الوطنية على مجموعة من الوسائل في عملها منها : إصدار المجلات و الجرائد والمدارس الحرة و الفرق الموسيقية .... و قد كانت جل مواضيع تتمحور حول محاربة الظهير البربري كما دعت إلى الاحتفال بعيد العرش لأول مرة18 نونبر 1933 م-2- أهم المطالب الإصلاحية للحركة الوطنية:
 اقتصرت مطالب الحركة الوطنية في فترة الثلاثينيات على إصلاحات ذات طبيعة سياسية و اقتصادية و اجتماعية سواء تعلق الأمر ب:
- المنطقة الخليفية: (تحت النفود الإسباني)حيت تم تقديم مطالب الأمة في ماي 1931 وتم تجديدها سنة 1933 والتي ركزت على: - إحداث مجالس بلدية ومجلس شورى منتخب من طرف الأهالي - السماح بحرية الصحافة وتأسيس الجمعيات - فتح المدارس الابتدائية والثانوية تجمع بين الثقافتين المغربية والإسبانية - فتح الباب في وجه البعثات الطلابية إلى إسبانيا - تقديم القروض ووسائل العمل في إطار العناية بالفلاح
 - المنطقة السلطانية: (تحت النفود الفرنسي) بدأت هذه المطالب بلائحة المطالب الوطنية لسنة 1926 ثم مطالب الأمة المغربية لسنة 1930 وصولا إلى أهم المطالب التي قدمتها كتلة العمل الوطني (برنامج الإصلاحات المغربية) لسنة 1934 والذي تضمن مجموعة من مجالات الإصلاح:
-- السياسية والإدارية: - إنشاء نظام إداري مبني علي أسس المعاهدات الدولية خصوصا معاهدة فاس - إلغاء الإدارة المباشرة - احترام حدود الدولة المغربية -  تأسيس مجلس وطني - إلغاء وسائل التعذيب
 -- الاقتصادية و المالية: - المساواة بين المغاربة و الأجانب في الضرائب -  حماية الصناعة التقليدية من المنافسة الخارجية - إلغاء الرسوم بين المناطق المغربية - تكوين تعاونيات فلاحية
 -- الاجتماعية: -إجبارية التعليم الابتدائي - الترخيص بإنشاء المدارس الحرة - محاربة الأمية - محاربة البطالة - بناء المستشفيات والمستوصفات - تحديد ساعات العمل في ثمان ساعات وهي مطالب قدمت للإقامة العامة وإلى السلطان غير أنها لم تمس بجوهر الحماية و قوبلت بالرفض من طرف الفرنسيين و في سنة 1936 تم تقديم المطالب الاستعجالية والتي ركزت على حرية الصحافة والعمل الجمعوي ودعت إلى توحيد برامج التعليم وإصلاح القضاء وإلغاء الاستعمار الفلاحي الرسمي وتوسيع نظام القروض والمساواة في أداء الضرائب والرفع من عدد المستشفيات والأدوية تجاهلت سلطات الحماية هذه المطالب وردت عليها بالقمع و الاعتقال ونفي زعماء الحركة الوطنية سنة1937 (علال الفاسي و الوزاني) الشيء الذي زاد من تقوية الحس الو طني بالحرية و الاستقلال
–II إبراز مجهودات الحركة الوطنية من أجل الاستقلال:   
1- رصد انتقال الحملة الوطنية الى المطالبة بالاستقلال: 
ساهمت مجموعة من الظروف منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية في تغيير مواقف الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات الى المطالبة بالاستقلال أهمها :
- انشغال الدول الاستعمارية وضعفها بسبب الحرب العالمية الثانية.
- إقرار مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها من طرف الميثاق الأطلنتي 1941 والأمم المتحدة 1945.
- لقاء محمد الخامس بروزفلت (أنفا) دون وساطة فرنسية 1943.
- تطور الحركات التحررية بالمشرق العربي وإنشاء جامعة الدول العربية كما لعبت الاحزاب دورا مهما في المطالبة بالاستقلال بفضل مجهوداتها الإعلامية داخليا و خارجيا :
- حزب الاستقلال: امتداد للحزب الوطني لتحقيق الإصلاحات أسسه بلافريج سنة 1943 وفي 11 يناير  1944  قدم" وثيقة المطالبة بالاستقلال".
- حزب الشورى والاستقلال: امتداد للحزب لحزب الحركة القومية أسسه الوزاني وعبر في جريدته الرأي العام عن ضرورة استقلال المغرب وإقامة نظام ديموقراطي دستوري .
- الحزب الشيوعي : تأسس سنة 1940 من طرف عناصر فرنسية بقيادة ليون سلطان عوضه علي بعته سنة  1945 طالب بحق المغاربة في تقرير مصيرهم وطرد الامبريالية و تحقيق الحريات .  
أمام هذه المطالب التي قابلتها السلطات الفرنسية بالرفض و العنف لقمع الأحزاب الوطنية  مما أدى الى إصدار ميثاق الجبهة الوطنية بطنجة 1951 الذي ضم اضافة الى الأحزاب بالمنطقة السلطانية حزبي الإصلاح الوطني و الوحدة المغربية  مما أدى الى وقوع اصطدامات  دامية في عدد من المدن المغربية .
2- دور ثورة الملك و الشعب في تحقيق استقلال المغرب:
     شهدت مرحلة الأربعينات وبداية الخمسينات منعطفا في تاريخ المقاومة المغربية، حيث احتدمت الأزمة بين السلطان و الإقامة العامة نتيجة المواقف التي عبر عنها جلالة الملك في لقاء أنفا 1943 وفي خطاب طنجة 1947 و أثناء زيارته لفرنسا 1950 وفي خطاب العرش في 18 نونبر 1952 الذي طالب فيه بالاستقلال إضافة إلى رفضه التوقيع على الظهائر التي تمس مصالح المغرب . فاستغلت السلطات الفرنسية فرصة قيام مظاهرات بالمدن المغربية نتيجة اغتيال النقابي التونسي "فرحات حشاد" سنة 1952 لتقوم بنفيه في 20 غشت 1953 إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى مدغشقر و تعيين مكانه أحد أفراد أسرته "محمد بن عرفة" لتدخل الحركة الوطنية مرحلة جديدة من النضال حيث انتقلت إلى العمل المسلح من أجل تحرير البلاد و عودة الملك الشرعي إلى العرش كما حصل المغرب على تأييد جامعة الدول العربية و حركة عدم الانحياز، لرفع قضية المغرب إلى الأمم المتحدة مما أرغم السلطات الفرنسية على الدخول في مفاوضات مع نظيرتها المغربية (إيكس ليبان) في الفترة الممتدة من 22 و 27 غشت 1955 والتي نصت على : + عودة محمد ابن يوسف + ذهاب ابن عرفة + تشكيل مجلس العرش .
    و في 30 أكتوبر 1955 غادر السلطان و أسرته مدغشقر إلى فرنسا حيث أجريت  مفاوضات نهائية ما بين 2 و 6 نونبر 1955 بين محمد الخامس و وزير الخارجية الفرنسي "أنطوان بيناي" انتهت بالتأكيد على استقلال المغرب و عودة محمد الخامس إلى المغرب في 16 نونبر 1955 و في 2 مارس 1956 اعترفت فرنسا باستقلال المغرب .
III مراحل استكمال المغرب لوحدته الترابية
1- المناطق المسترجعة ما بين 1956-و يونيو1969:  
بمجرد ما حصل المغرب على الاستقلال من فرنسا حتى اتجه اهتمام السلطان و المغاربة الى استرجاع ما بقي من التراب المغربي الذي كان خاضعا للاحتلال الاسباني معتمدا اسلوب الحوار والتفاهم مما مكنه من تحقيق نتائج ايجابية تمثلت في:
- اعتراف اسبانيا باستقلال المغرب وسيادته على المناطق الشمالية في7ابريل1956
استرجاع مدينة طنجة في29اكتوبر1956مع الابقاء على بعض الامتيازات التجارية و الجمركية و المالية الى حدود1959
 - استرجاع مدينة طرفاية في1958عقب مفاوضات مع اسبانيا.
 - استرجاع منطقة سيدي افني في30يونيو1969بعد قرار الأمم المتحدة و زيارة الحسن الثاني لفرانكو
2- تتبع جهود المغرب لاسترجاع منطقتي ساقية الحمراء و وادي الذهب:
حاولت اسبانيا المماطلة بشان قضية الصحراء المغربية وتعليقها، مما دفع المغرب الى رفع القضية الى محكمة العدل الدولية بلاهاي التي اكدت مغربية الصحراء استنادا الى ثوابت البيعة التاريخية و ولاء القبائل الصحراوية للسلاطين المغاربة، فتم تنظيم المسيرة الخضراء بمشاركة 350 ألف مغربي و مغربية في 6 نونبر1975مكنة من استرجاع الساقية الحمراء. و في 14غشت 1979التحقت منطقة وادي الذهب على اثر تجديد قبائلها البيعة للعرش العلوي بعدما قدم وفد من هذه لأقاليم الى الرباط لهذا الغرض.  
خاتمة:  يتضح ان حصول المغرب على استقلاله تطلب نضالا سياسيا و عسكريا و ديبلوماسيا، غير ان لأمور لم تتوقف عند هذا الحد بل كان مطلوبا منه مواصلة هذا النضال من اجل تحقيق التنمية و بناء الدولة المغربية الحديثة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire