dimanche 28 décembre 2014

مجموعة أمريكا الشمالية التبادل الحر والاندماج الجهوي

تمهيد إشكالي:
تعتبر مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر و الاندماج الجهوي تكتلا إقليميا تضم الولايات المتحدة الأمريكية و كندا و المكسيك و ذلك لمنافسة المجموعات الاقتصادية الكبرى في العالم، ومواجهة تحديات العولمة. فما هي مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر "ألينا"؟  و ما مظاهر التبادل الحر و الاندماج الجهوي لهذه المجموعة ؟ و ما أوجه الاندماج بين هذه الدول على المستويين المجالي و الاقتصادي ؟
I – تعرف مجموعة أمريكا الشمالية والمؤسسات المنظمة لها:
        1- ظروف تأسيس ألينا والأهداف المتوخاة منها:
- تشكلت المجموعة بعد التوقيع على اتفاقية التبادل الحر فيما بينها سنة 1992 وأصبحت سارية المفعول منذ مطلع سنة 1994م. تبلورت لدى دول أمريكا الشمالية الرغبة في تشكيل تكتل اقتصادي قادر على مجابهة القوى الاقتصادية الكبرى، وتحديات العولمة، حيث تعددت دوافع كل بلد منها: فالمكسيك البلد النامي كانت تبحث عن الاستقرار الاقتصادي وتطمح للدخول بسهولة إلى الأسواق الأمريكية المعروفة بحمائيتها الزائدة، أما الو.م.ا. فقد كانت ترغب في تعويض خسارتها بعد الفشل الذي أصيبت به خلال مفاوضات الكات بالأوروغواي، وإعادة بناء موقعها الاستراتيجي وهيمنتها الاقتصادية، أما كندا فإن توقيعها على هذه الاتفاقية لن يغير كثيرا من علاقاتها الاقتصادية الضعيفة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
- تهدف اتفاقية ألينا:- تحقيق النمو الاق و رفع مستوى عيش ساكنة البلدان الثلاثة – انجاز جدولة زمنية للتخفيضات الجمركية و حذفها نهائياوضع مسطرة قانونية لحل الخلافات – تنمية التجارة و الخدمات و تنقل الرساميل و رجال الأعمال داخل البلدان الثلاثة – حماية حقوق الملكية الفردية
2 – المؤسسات المنظمة لألينا ووظائفها:
يشرف على تسيير شؤون المجموعة عدة مؤسسات وأجهزة من بينها:
المؤسسات
لجنة التبادل الحر
منسق مجموعة ألينا
اللجن ومجموعة العمل
سكرتارية / أمانة المجموعة
الأعضاء
3 وزراء
3 منسقين
30 لجنة ومجموعة عمل
مجموعة من الموظفين عن الدول
المهام
تطبيق ومراقبة سير الاتفاقية
مراقبة المؤسسات الأخرى
تتكون من ثلاث منسقين
وظيفتها تدبير برنامج المجموعة وكذا الإشراف على السير العام للاتفاقية.
مكونة من لجنة مجموعة عمل ووظيفتها تسهيل المبادلات والاستشارات وكذا السير الجيد للمجموعة
تنظيم مجموعة من الموظفين عن كل دولة ومهماتها التسيير الإداري وحل الخلافات بين دول الأعضاء
تلعب لجنة التبادل الحر دورا بارزا في ألينا باعتبارها مؤسسة وازنة تجتمع مرة واحدة في السنة على الأقل وتسهر على تتبع القوانين والقرارات المتخذة ويترأس دوراتها احد الأطراف بالتناوب
II - وصف مظاهر التبادل الحر بين دول (ALENA) واستنتاج أثارها:
 1- تشخيص المظاهر الاقتصادية الاتفاقية التبادل الحر لأمريكا الشمالية.
- تضاعفت المبادلات التجارية  بين بلدان المجموعة حيت انتقلت من مليار سنة 1993 إلى 621 مليار سنة 2002م . ويظهر أن المكسيك هي المستفيد الأكبر  من هده الزيادة .
- قيمة المبادلات البينية في بعض الصناعات بين دول ألينا ترتفع بين   كندا، و.م. أ في أدوات النقل وبين الولايات م.أ. والمكسيك في الأدوات الكهربائية والاليكترونية والنسيج والملابس في حين تبقى المعاملات / المبادلات في هذه المواد بين كندا والمكسيك منخفضة.
- معظم المبادلات الخارجية تتم بين الدول الأعضاء 38.1% من الواردات و56%من الصادرات. ويبقى الاقتصاد الأمريكي هو المستفيد الأول من ذلك. 2– إبراز بعض المؤهلات الاقتصادية المساعدة على التبادل لتجاري بين دول المجموعة.
- تتوفر المجموعة على رصيد  هائل من مصادر الطاقة المتمثل في احتياطي ضخم من المحروقات والفحم الحجري وإمكانية كبيرة في مجال الطاقة الكهرومائية ( سدود شلالات، وطاقة نووية)
- تربط بين دول المجموعة شبكة كثيفة من وسائل المواصلات الطبيعية والمصطنعة ( انهار ، بحار ، محيطات، قنوات، سكك حديدية وطرق برية) ساهمت في تسهيل مرور السلع والخدمات بين بلدانها.
- تحقق دول المجموعة إنتاجا ضخما ومتنوعا سواء تعلق الأمر بالمجال الفلاحي الذي تتظافر العوامل الطبيعية والبشرية والتنظيمية في تحقيق إنتاج وافر ومتنوع يفوق الاستهلاك. أو المجال الصناعي. حيث تتوفر الدول الثلاث على نسيج متطور وإنتاج ضخم في مختلف الفروع ( الصلب ، السيارات، التكنلوجيا...)
III- بعض مظاهر الاجتماعية والثقافية الاتفاقية التبادل الحر لأمريكا الشمالية وتفسير نتائجها:
تضمنت اتفاقية التبادل الحر بين الدول الثلاثة مجموعة من لإجراءات تخدم المجال الاج والثقافي:
*التقليص من الفوارق في مجال الأجور،فالأرباح الناتجة عن التنمية الاقتصادية ستنعكس ايجابيا على الطبقة العاملة وخاصة في المكسيك حيث سيتوفر لديها المزيد من الأموال لاقتناء البضائع الأمريكية.
*
التقليص من الهجرة السرية لاسيما من المكسيك نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
*
حماية الملكية الفكرية : حيث حثت الاتفاقية كل الأطراف الموقعة عليها على توفير الحماية الناجعة والكافية لحقوق الملكية الفكرية والوسائل اللازمة من اجل احترامها والعمل بمقتضيات الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالملكية الفكرية. الشيء الذي يخدم مصالح و.م.أ على وجه الخصوص.
*
المساهمة في خلق مناصب شغل لليد العاملة المكسيكية من خلال إحداث مقاولات"الماكيلدوراس" على الحدود الأمريكية المكسيكية، والتي وفرت مابين 65 و 265 ألف منصب شغل
كما تتوفر المجموعة على مساحة كبرى تفوق 21.5مليون كلم2 (و.م.ا - ، 6.9 – كندا 9.9 – المكسيك 1.9 ) و على كتلة بشرية مهمة تزيد من 435 م نسمة مما يشكل سوقا استهلاكية مهمة وطاقات إنتاجية فعالة ( و.م.أ 296.5  م/ن –  كندا 32.22/ن – المكسيك 103م/ن) كما أن نتاجها الداخلي الخام يقدر بحوالي 14.3  مليار دولار( كندا 1.1 و.م.أ 12.4 المكسيك0.7)، كما أن الناتج الداخلي للفرد الجد المرتفع في و.م.ا وكندا والمتوسط في المكسيك يجعل من الدول الثلاث ضمن الدول الأولى على الصعيد العالمي في مستوى التنمية البشرية خصوصا و.م.أ وكندا.
IV- أوجه الاندماج الجهوي بين دول مجموعة إلينا وتفسير مظاهره:
- ساهمت اتفاقية ألينا في تقوية أواصر الاندماج التجاري وأصبحت أمريكا الشمالية من بين الجهات الأكثر تنافسية وازدهار في العالم حيث ساهمت الاتفاقية في توسيع   المبادلات بين البلدان الثلاث واستفاد المستهلكون في التنافس في الأسعار فقد بلغت قيمة المبادلات بين و.م.أ وكنذا 400 م د وما بين و.م.أ والمكسيك 150م د كما بلغ حجم الاستثمارات الأمريكية في كندا 3 م وفي المكسيك 1 مليار ، إضافة إلى تدعيم الدول الثلاث لممرات التجارة بينها فعززت البنيات التحتية للمواصلات.
- أما الجوانب السلبية الاتفاقية فتمكن في: فتح الحدود بين و.م.أ وكندا ومراقبتها وتحصينها مع المكسيك مما يجعل الهجرة السرية نشيطة بينهما.
- اختلاف الطاقة التنافسية بين و.م.أ والمكسيك مما أدى إلى إغراق الأسواق المكسيكية بالمنتجات الفلاحية الأمريكية وإفلاس الفلاحين المكسيكيين.
- أصبح الاقتصاد المكسيكي هشا وفي وضعية تبعية للاقتصاد الأمريكي وتحت هيمنة الشركات الأمريكية.
- استغلال العمال المكسيكيين من طرف الشركات الأمريكية المتمركزة على الحدود نظرا الانخفاض أجورهم 10 مرات اقل من العامل الأمريكي.
خاتمة:

إذا كانت الاتفاقية التبادل الحر ايجابيات تتمثل في تنامي المبادلات التجارية بين الدول الأعضاء وتنشيط الاستثمار وخلق أسباب الاندماج الجهوي فإنها لا تخلو من عيوب مما يعكس حدود هذا الاندماج ورغم كل شيء يعتبر نموذجيا.

2 commentaires: