dimanche 2 novembre 2014

المجال العالمي والتحديات الكبرى : التحدي السكاني، التحدي البيئي

تمهيد إشكالي:
يواجه العالم تحيات كبرى أهمها التحديين البيئي والسكاني، بسبب تضاعف الساكنة التي أصبحت حاليا تتجاوز 7 مليارات نسمة و زيادة الضغط على الموارد الطبيعية  و استنزافها مما يعجل بحدوث تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كبرى، ويخلق تنظيما دقيقا للعالم يتحكم فيه سلامة الوسط البيئي وتحقيق التنمية المستديمة،
- فما هي خصائص الوضع السكاني في المجال العالمي وتحدياته ؟
-
ما هي مميزات حالة البيئة العالمية والتحديات التي تطرحها بالنسبة البشرية ؟
-
وما هي العلاقة الموجودة بين التحديين السكاني والبيئي ؟
I
- وصف الوضع السكاني العالمي والتحدي الذي يمثله
1- تشخيص الوضع السكاني العالمي و تحديد أهم خصائص تطوره وتوزيعه
مر التاريخ الديمغرافي للعالم من حيث النمو بمرحلتين رئيسيتين هما:
المرحلة الأولى: تغطي جل التاريخ البشري إلى أواسط القرن 18وتتميز بالنمو البطيء للسكان وتطورهم الغير منتظم، بحيث تعاقبت فترات نمو وانكماش ويعزى ذلك إلى الكوارث والمجاعات..
المرحلة الثانية: تمتد زمنيا من أواسط القرن 18 إلى يومنا. والتي تميزت بارتفاع عدد السكان بشكل مطرد إلى حد الحديث عن ثورة ديموغرافية(انتقل عدد السكان من1مليار نسمة سنة 1750 إلى 7مليار حاليا و من المتوقع أن تبلغ ساكنة العالم 10 ملايير نسمة سنة 2100م)  اغلبهم بالدول النامية
ومن العوامل المفسرة للوضع السكاني الحالي:(تطور الطب وأساليب الوقاية+تراجع الوفيات+تحسن مستوى التغذية)
 
يتسم توزيع السكان في المجال العالمي بالتفاوت حيث يتركز معظمهم بالقارة الأسيوية ( الصين والهند  ) بينما يتوزع الباقي بنسب متفاوتة في كل من أفريقيا وأمريكا وأوربا. وحسب إسقاطات 2025م ستستمر آسيا في احتلال الصدارة من حيث تركز السكان مع ملاحظة تزايد هائل لسكان القارتين الإفريقية والأمريكية.
-
 و بذلك سيواجه العالم تحدي سكاني خطير خاصة بدول الجنوب التي ستعرف نموا ديمغرافيا هائلا.
2- بعض التحديات التي يطرحها الوضع السكاني العالمي.
يطرح التزايد السكاني اليوم مجموعة من التحديات يمكن إجمالها فيما يلي:
- اقتصاديا:
* اختلال التوازن بين وثيرتي النمو السكاني السريع والنمو الاقتصادي.
*
الخصاص الغذائي خصوصا في بلدان العالم النامي التي تشهد نموا ديمغرافيا سريعا.
*
غياب العدالة في توزيع الثروة في العالم.
-
اجتماعيا:
* اختلال الأوضاع الاجتماعية لسكان العالم بسبب سوء توزيع الثروات واتساع الفوارق الاجتماعية.
*
انتشار المجاعة حيث مست 854 مليون وسيزداد الوضع خطورة في أفق 2050م خاصة بالقارة الإفريقية.
*
انتشار سوء التغذية : 2 مليار شخص.
*
تزايد حدة الفقر : 1.3 مليار شخص.
*
ارتفاع عدد العاطلين : 195 مليون عاطل معظمهم بالدول النامية واكبر نسبة تسجل في إفريقيا.
*
انتشار الأمية : 862 مليون شخص .وتسجل اكبر نسبة بالدول النامية (36.4%) واقل نسبة بالدول المتقدمة (1.2%) بينما وصلت بالدول العربية إلى 30.1% في حين أن المعدل العالمي لا يتعدى 20.3% .
II
- وضعية البيئة في المجال العالمي والتحديات التي تطرحها
1-الوضع البيئي العالمي وتحدياته
عرفت البيئة العالمية مع مطلع القرن 20م تدهورا خطيرا بفعل الضغط السكاني عليها حتى أصبحت مهددة بالاستنزاف. وتتضح مظاهر هذا الخطر في :
-
النقص في الموارد المائية مما يطرح  مشكلة الأمن الغذائي
-
استنزاف الموارد الطبيعية مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار والصراع حول مناطق الإنتاج.
-
تدهور التربة وتفاقم التصحر مما يؤدي إلى فقدانها لقدرتها الإنتاجية و بالتالي إلى التصحر
-
التغيرات المناخية و ما ينتج عنها من جفاف وكوارث طبيعية.
-
تلوث الماء والتربة والهواء بفعل أنشطة الإنسان خاصة ثاني أكسيد الكربون الذي يساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري خصوصا من طرف الدول الصناعية.
-
تراجع التنوع الحيوي وانقراض الأحياء.
-
تدهور الغابات والنباتات الطبيعية بسبب الاجتثاث (13 مليون هكتار سنويا) وتتصدر أمريكا الجنوبية قائمة المناطق الأكثر تضررا).
2-التغيرات المناخية كتحد بيئي خطير يواجه العالم
-  ترتفع درجة حرارة الأرض بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري الناتج عن تسرب الغازات السامة. وحسب التوقعات فان هذه الظاهرة سوف تتفاقم مستقبلا مما سيؤدي إلى تغيرات واضحة في درجة الحرارة و كمية التساقطات مثل:
*
زيادة درجة حرارة سطح الأرض خاصة المناطق القطبية الشمالية (ما بين 6° و 8° ) لكن هناك مناطق أخرى ستشهد انخفاضا في درجة الحرارة مثل المحيط الأطلسي الشمالي و الدائرة القطبية الجنوبية.
*
على مستوى التساقطات ستعرف مناطق كثيرة تراجعا في كمية التساقطات وتعاقب سنوات الجفاف خاصة شرق إفريقيا وجنوب شرق آسيا (المغرب -20مم).بينما ستشهد مناطق أخرى زيادة في كمية التساقطات مثل وسط إفريقيا وغرب و م ا و المحيط الهادي مما سيؤدي إلى فيضانات وأعاصير.
-
ووعيا بخطورة هذه الظاهرة عقدت دول العالم عدة اتفاقيات ومؤتمرات للتصدي للظاهرة والتقليص من آثارها مثل :
* بدا التفكير في مواجهة التغيرات المناخية مند مؤتمر استوكهولم سنة 1972الذي اقر إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئةPNUE
*
قمة الأرض سنة 1992م بريو ذي جانيرو) الاتفاقية الإطار حول التغيرات المناخية.
*
برتوكول كيوطو سنة 1997م الذي يلزم الدول الصناعية بتقليص مساهمتها من انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة 5.5% عما كان عليه سنة 1990م.غير أن هذا البرتوكول لم يحظى بتوقيع اكبر دولة ملوثة للجو في العالم وهي الو.م.أ إلى جانب دول أخرى مثل تركيا وليبيا واستراليا وجمهوريات آسيا الوسطى.
كما عقد المنتظم الدولي مجموعة من المؤتمرات في هدا الإطار أهمها مؤتمر جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا 2002 الذي اقر خطة شاملة لتنفيذ التنمية الشاملة.
كما تقوم منظمة السلام الأخضر
GREEN PEACE بالعمل على حماية البيئة والغابات ،وتسعى إلى إيقاف اضطرابات المناخ بالدعوة إلى تشجيع الطاقات المتجددة.كما تهدف إلى نزع السلاح النووي ومنع استعمال المواد الكيماوية السامة.
III
-العلاقة بين التحدي السكاني والتحدي البيئي ودور التنمية المستدامة في إعادة التوازن بينهما:
رغم الاختلاف في وثيرة النمو السكاني بين الدول المتقدمة والنامية فان ارتفاع مستويات الاستهلاك في الأولى وتحسن مستوى المعيشة في الثانية أدى إلى ارتفاع الضغط على الموارد الطبيعية، حيث يفوق الطلب على هذه الموارد قدرة البيئة على التجديد مما يجعل من ممارسة التنمية المستدامة اكبر تحد يواجه العالم، ( تحسين مستوى عيش السكان في الحاضر دون هدر حقوق الأجيال القادمة)، وهو ما يدعو إلى تحقيق مجموعة من الأهداف:
*أهداف اقتصادية(تحقيق النمو الاقتصادي والفعالية الاقتصادية+وتحقيق الاستقرار الاقتصادي).
*أهداف اجتماعية(تحقيق العدالة والمشاركة الاجتماعية+التماسك الاجتماعي+الحفاظ على الهوية..).
*أهداف بيئية(حماية البيئة +تدبير الموارد المتجددة والحفاظ على الموارد غير المتجددة).
ولتحقيق التنمية المستدامة بشكل أفضل ينبغي التركيز على مجموعة من الوسائل منها:
*تحسين الفعالية الطاقية، و تطوير المصادر المتجددة غير الملوثة و التدبير الجيد للموارد المائية
*التخطيط الجيد للمدن و وضع حد للأنشطة البشرية المدمرة للبيئة
* إنقاذ الغابات بالتقليل من الاجتثاث و إعادة التشجير و العمل على بلورة ثورة خضراء ثانية
* التحكم في نمو السكان بتخفيض وتيرته و تحسين مستوى عيشهم...
خاتمة :
إن التطور الذي يشهده العالم على المستوى الاقتصادي الديمغرافي يجعل من التدهور البيئي اكبر تحدي يواجه كوكب الأرض ،مما يفرض تدبير الموارد البيئية بشكل عقلاني من اجل تحقيق التنمية المستدامة إضافة إلى التكتل في إطار اتحادات إقليمية كالاتحاد الأوربي .فما هي مراحل تكوين هذا الاتحاد ومظاهر الاندماج بين دوله ؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire