samedi 21 février 2015

نظام القطبية الثنائية و الحرب الباردة

تمهيد إشكالي:
تميزت العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية بالمواجهة بين المعسكرين الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية و الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي في إطار ما عُرف بنظام القطبية الثنائية التي استمرت الى نهاية الثمانينات، واختلفت حدة المواجهة فيها بين التوتر والانفراج .
- فما هي ظروف بروز القطبية الثنائية في العالم ؟
- وما مظاهر الحرب الباردة الأولى ؟
- وماهي خصائص مرحلتي التعايش السلمي والحرب الباردة الثانية ؟
I- تتبع سياق الأحداث التي أدت الى بروز القطبية الثنائية
1- محاولات التنسيق بين الحلفاء بعد الحرب
تم عقد مجموعة من المؤتمرات ابان الح.ع.2 و بعدها بهدف الاتفاق حول الوضع الدولي لما بعد الحرب وتنسيق الخطط بهدف هزم  دول المحور منها:
- مؤتمر طهران 1943 ( روزفلت وتشرتشل وستالين) تقرر فيه فتح الاتحاد السوفياتي جبهة ثالثة ضد النازية
- مؤتمر يالطا فبراير 1945 : قررت الدول العظمى تقديم دعم جماعي للدول المتضررة من الحرب ومساعدتها على تجاوز أزمتها السياسية والاقتصادية وتعميق القواعد الديمقراطية بها. كما تم الاتفاق المبدئي على تقسيم ألمانيا بين الكبار غير انه بروز خلاف بين الو.م.ا وإ.س حول طبيعة نظام الحكم الذي سيقام في بولونيا.
- مؤتمر بوتسدام  غشت 1945 و مؤتمر سان فرانسيسكو يونيو 1945المؤسس لهيئة الامم المتحدة
استغل الاتحاد السوفياتي هذا الوضع، فعمل على مساندة كل الأحزاب الشيوعية في دول أوربا الشرقية، و ساهم في تحريرها من السيطرة النازية و ساعدها على الوصول إلى السلطة بهدف إقامة أنظمة اشتراكية بها على غرار النظام السوفياتي،مثل رومانيا، بلغاريا، بولونيا… ساد تخوف كبير في أوساط المعسكر الغربي من المد الشيوعي السريع في أوربا، ونتج عن هذا التباعد قيام ستار حديدي بينهما في أوربا.
2- انقسم العالم بعد نهاية الحرب إلى كتلتين
كان رد الفعل الأمريكي على المد الشيوعي في أوربا والعالم ظهور مذهب ترومان أو ما يسمى بسياسة محاصرة الشيوعية وتدخل في هذا الإطار المساعدات المالية والاقتصادية الضخمة التي قُدمت للدول المتضررة من الحرب من خلال مشروع مارشال سنة 1947. اعتبر جدانوف أندري مستشار الرئيس السوفياتي ستالين أن مشروع مارشال سيؤدي حتما إلى حدوث تغيرات على سياسة البلد الذي سيلقى هذا الدعم وبالتالي فرض الامبريالية الأمريكية على العالم لذلك دعا إلى مواجهته و تم احداث الكومنفورم (مكتب الاعلام الشيوعي)بهدف تكثيف الدعاية الخارجية للشيوعية في اوربا و العالم الصمود  وفي وجه كل المخططات التوسعية الأمريكية.
← أسفرت هذه الأحداث عن ظهور نظام دولي جديد قسم فيه العالم الى معسكرين يفصل بينهما ستار حديدي :
* كتلة شرقية شيوعية ضمت الاتحاد السوفياتي والديمقراطيات الشعبية الجديدة بأوربا الشرقية.
* كتلة غربية رأسمالية ضمت الو.م.أ وبلدان اوربا الغربية ذات التوجه الرأسمالي.
II- دراسة الحرب الباردة الأولى (1947-1963) كمظهر من مظاهر الصراع في إطار القطبية الثنائية
1- رصد الأحداث التي أدت الى بداية الحرب الباردة الأولى:
الحرب الباردة هي حالة العداء والتوتر الشديد الذي عرفته العلاقات بين المعسكرين ما بين 1947 و1989. وظهر ذلك في وسائل الضغط كالحرب النفسية والإعلامية والتهديد الدبلوماسي والضغوط الاقتصادية وتفجير الحروب المحلية في مناطق عديدة من العالم وتصاعد  سباق التسلح واستنفار الجيوش استعدادا للمواجهة لكن دون الدخول فيها ومرت بمرحلتين مرحلة الحرب الباردة الأولى والثانية تخللتهما فترة تعايش سلمي .
 من بين الأحداث التي تسبب في اندلاع الحرب الباردة الأولى ׃
* أحداث براغ 1948 : تمثلت في تأسيس حكومة ذات أغلبية شيوعية بتشيكوسلوفاكيا في 25 فبراير 1948 على اثر المظاهرات العمالية التي قادها الحزب الشيوعي بالعاصمة براغ ضد العناصر غير الشيوعية في الحكومة وبضغط القيادة السوفياتية.
*انطلاق الحملات الدعائية من كلا الجانبين لتشويه صورة الآخر والحد من نفوذه 
׃ حملات معادية للشيوعية من الجانب الغربي وأخرى معادية للرأسمالية وللو.م.أ من الجانب السوفياتي
2- د راسة الأزمات الكبرى خلال الحرب الباردة الأولى في الميدانين السياسي والعسكري:
اتخذت الحرب الباردة في مرحلتها الأولى مظاهر تجلت سياسيا وعسكريا في ׃
- سعي كل طرف نحو إقامة أحلاف وتكتلات عسكرية أبرزها :
* حلف الناتو 
NATO : أبرمته الو.م.أ سنة 1949مع كندا و دول من اوربا الغربية، حلف عسكري موجه ضد الاتحاد السوفياتي.
* حلف وارسو: ابرم سنة 1955 بين الاتحاد السوفياتي ودول اوربا الشرقية مثل بولونيا و بلغاريا.
وهو حلف عسكري موجه ضد حلف الناتو.
- أزمة برلين الأولى ابريل 1948 – ماي 1949
׃ نتجت عن قيام الو.م.ا وانجلترا وفرنسا بتوحيد القسم الغربي لألمانيا في إطار دولة اتحادية فيدرالية سنة 1947، لكن ستالين رفض ذلك، وفرض حصارا على برلين الغربية وأغلق منافذها لمدة سنة كاملة مما دفع بدول التحالف الى تنظيم جسر جوي لتزويد المدنيين بالمساعدات الغذائية والطبية، فاضطر الاتحاد السوفياتي الى رفع الحصار وتأسيس ألمانيا الديمقراطية في الجزء الشرقي 1949.
- الحرب الكورية 1950-1953
׃ بعد ح.ع.2 اختلف الاتحاد السوفياتي والو.م.أ حول شكل النظام السياسي لكوريا الموحدة مما أدى الى تقسيمها الى شمالية اشتراكية وجنوبية رأسمالية 1948. وعندما خرقت قوات كوريا الشمالية خط الحدود 38° وحاصرت سيول عاصمة الجنوب، بعث مجلس الأمن قوة دولية (90% منها أمريكية) أرغمت قوات الشمال على التراجع . لكن عندما تجاوزت القوات الامريكية بقيادة الجنرال ماك ارتور خط 38° تدخلت الصين في أكتوبر 1950 ضد القوات الامريكية ، وخوفا من اندلاع حرب كبرى دخلت الأطراف في مفاوضات دامت من يوليوز 1951 الى يوليوز 1953 عادت الاوضاع بموجبها الى ما كانت عليه قبل الحرب مع تجريد 4 كلم من السلاح شمال وجنوب خط العرض 38°.
- أزمة برلين الثانية 1955-1961: بعد هجرة مليوني ألماني شرقي سرا نحو الضفة الغربية لبرلين و رفض خروتشوف مقترح جعل برلين منطقة حرة، فقام ببناء جدار برلين في ليلة واحدة سنة 1961 للفصل بين برلين الشرقية والغربية وشدد المراقبة عليه .
- أزمة الصواريخ الكوبية أكتوبر 1962: أصبحت الو.م.أ تراقب كوبا منذ أن نجحت الثورة الاشتراكية على يد فيديل كاسترو في 1959 الذي ربط علاقات مع الاتحاد السوفياتي. وقد فشلت الو.م.أ في قلب نظام كاسترو الاشتراكي لما ساعدت أنصار الجنرال باتستا في عملية خليج الخنازير. غير أن طائرات التجسس الامريكية التقطت صورا لقواعد صاروخية سوفياتية بكوبا مما ادى الى محاصرة القوات الامريكية لها وتهديد الاتحاد السوفياتي بحرب شاملة. غير أن الأزمة انتهت بفك تلك القواعد وبتراجع القوات الامريكية والسوفياتية فدفع ذلك خروتشوف الى سحب قواعده .
III تطور العلاقات الدولية من مرحلة التعايش السلمي الى نهاية الحرب الباردة الثانية:
1 –  خصائص مرحلة التعايش السلمي (1963 – 1979 ):
يقصد بالتعايش السلمي ذلك الانفراج والتحسن في العلاقات الامريكية السوفياتية بين 1963 و 1979 والذي خفف من حدة التوتر بينهما واستهدف الانتقال من مرحلة المواجهة الى مرحلة المفاوضات. وقد ساعد على انطلاق هذه المرحلة ׃
* تغيير القيادة السوفياتية بوفاة ستالين سنة 1953 وتعويضه بنكيتا خروتشوف الذي رفع شعار التعايش السلمي مع الأنظمة الرأسمالية في المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي سنة 1956 .وقد تجاوب مع هذه السياسة بالو.م.أ كل من إيزنهاور(1953-1961) وجون كيندي (1961-1963).
 
*استعداد القيادتين الامريكية والسوفياتي لخلق أجواء التفاهم عبر سلسلة من اللقاءات والمؤتمرات :
+ اتفاقيات سالت1 سنة 1972 بشان الحد من أسلحة الدمار الشامل بين الجانبين
+ ومؤتمر هيلسنكي 1975 الرامي الى التعاون والتنسيق بين القطبين فيما يخص القضايا الأمنية كاحترام سيادة الدول التابعة لكل معسكر واحترام وحدتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وإشاعة مبدأ احترام الحريات وحقوق الإنسان. 
- رغم التقارب الذي عرفته العلاقات بين الشرق والغرب، إلا أن هذه المرحلة عرفت ظهور أزمات زعزعت التعايش السلمي، منها :
 
* حرب الفيتنام (1964-1975) :
 بفعل الخلاف الإيديولوجي بين الو.م.أ والاتحاد السوفياتي تم تقسيم الفيتنام الى بموجب اتفاقية جنيف 1954 الى شمالية اشتراكية عاصمتها هانوي وجنوبية رأسمالية عاصمتها سايغون، يفصل بينهما خط العرض 17°.غير أن قوات الشمال قامت بمساعدة المعارضة الاشتراكية بالجنوب للوصول الى الحكم(حركة الفيتكونغ viet- congأو جبهة التحرير الوطني) الشيء الذي دفع الو.م.أ الى إعلان الحرب على الفيتنام الشمالية سنة 1964. وقد كانت حربا شرسة أثارت الرأي العام الدولي وخلفت ملايين الضحايا. وانتهت بتوقيع اتفاقية باريس 1973 التي نصت على ان يتولى الفيتناميون امورهم دون أي تاثير من المعسكرين
* ربيع براغ 1968 : تدخل الجيش السوفياتي لوضع حد لحركة الإصلاح ذات التوجه الديمقراطي الليبرالي التي دشنها زعيم الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي ألكسندر دوبيك تحت شعار "الاشتراكية ذات الوجه الإنساني"
* أزمة النفط الأولى 1973 :
 بعد وقف الدول العربية لصادراتها من النفط اتجاه الدول الداعمة لإسرائيل في حربها ضد العرب.
* الحرب الأهلية في لبنان 1975 -1990:
  اندلعت بسبب الخلافات بين التيارات السياسية وتدخل أطراف خارجية. انتهت باتفاقية الطائف.
* الثورة الإسلامية بإيران 1979 : قادها الخميني 1979 وحولت إيران من نظام ملكي، تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي، الى جمهورية إسلامية .
2- رصد بعض  مظاهر الحرب الباردة الثانية ( 1979 – 1989 ):
لم يدم انفراج العلاقات بين القطبين سوى وقتا قصيرا حتى طفت أزمات وتوترات إقليمية تجلت أهم مظاهرها في :
1- حرب أفغانستان (1979-1989) وإعلان الولايات المتحدة
 الأمريكية دعمها الاقتصادي والعسكري لباكستان و أفغانستان نظرا للخطر الذي يمثله الاكتساح السوفياتي على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الغربي الرأسمالي بمنطقة الشرق الأوسط  والأقصى.
2- اشتداد التنافس العسكري بين ا لمعسكرين: توقفت مفاوضات الحد من التسلح الاستراتيجي واشتد السباق نحو التسلح فقد أنتج الاتحاد السوفياتي  صواريخ متطورة وشرع في نشر أسلحة الليزر في الفضاء الكوني كما عززت الولايات المتحدة الأمريكية ترسانتها من الأسلحة الاستراتيجية بصواريخ حديثة كما عملت ابتداء من سنة 1989 في تنفيذ برنامج الدفاع الاستراتيجي المعروف ببرنامج حرب النجوم.
3- احتدام التنافس السياسي بين ا لقطبين: استمر المعسكرين في استقطاب الشعوب والدول على الصعيد العالمي من خلال دعم ا لحركات والأحزاب للقيام بالثورات والانقلابات، كما كثف الطرفين من استعمال حق ا لفيتو-النقض- داخل مجلس الأمن وفق مصالحهما.
4- احتدام التنافس الرياضي:  حرص القطبين على تحقيق انتصارات رياضية كما قاطعت الولايات المتحدة الأمريكية الألعاب الاولمبية التي نظمت بموسكو سنة1980 ورد الاتحاد السوفياتي بمقاطعة الألعاب الاولمبية في دورة لوس أنجلس سنة 1984.
5- بداية التغيير الإيديولوجي والسياسي بالاتحاد السوفياتي: أعلن الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف عن سياسة البيرسترويكا  أي إعادة البناء  والجلاسنوست - أ ي الشفافية والوضوح- حيث ادخل إصلاحات ليبرالية بتشجيع المبادرة الفردية والاستثمارات الأجنبية والحرية السياسية وتنظيم الانتخابات...مما انعكس سلبيا على القطب الاشتراكي وساهم في تفكك الاتحاد السوفياتي بعد سنة 1989.
خاتمة : انعكست آثار الحرب الباردة وارتفاع حجم النفقات العسكرية على الأوضاع الاقتصادية للسوفيات والأمريكان على السواء ،وإذا كان الأمريكيون قد تمكنوا من تجاوز صعوباتهم الاقتصادية ، فإن الأزمة انعكست بشكل عميق على السوفيات مما أدى إلى انهيارهم وتفكك الاتحاد السوفياتي ، وعرف العالم نظام القطبية الأحادية الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
-          يالطا: مدينة جنوب اوكرانيا على البحر الاسود
-          بوتسدام: مدينة المانية في الجنوب الغربي لبرلين
الرؤساء الامريكيين و السوفيات الذين تعاقبوا على حكم البلدين ابان الحرب الباردة
رئيس و.م.ا
فترة حكمه
رئيس ا .السوفياتي
فترة حكمه
فرانكلين روزفلت
4 مارس 1933-12 أبريل 1945
جوزيف ستالين
1924-1953
هاري ترومان
12 أبريل 1945-20 يناير 1953
نيكيتا خروتشوف
1953-1964
دوايت ايزنهاور
20 يناير 1953-20 يناير 1961
ليونيد بريجنيف
1964-1982
جون كينيدي
20 يناير 1961-22 نوفمبر 1963
يوري اندروبوف
1982-1984
ليندون جونسون
22 نوفمبر 1963-20 يناير 1969
قسطنطين تشيرنينكو
1984-1985
ريتشارد نيكسون
20 يناير 1969-9 أغسطس 1974
ميخائيل غوربتشوف
1985-1991
جيرالد فورد
9 أغسطس 1974-20 يناير 1977


جيمي كارتر
20 يناير 1977-20 يناير 1981


رونالد ريغن
20 يناير 1981-20 يناير 1989


جورج بوش الاب
20 يناير 1989-20 يناير 1993




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire