vendredi 9 janvier 2015

سقوط الامبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار

تمهيد إشكالي:
استمر تدهور الامبراطورية العثمانية في عهد وحيد الدين نتيجة الثورات الداخلية والتوغل الاستعماري وهزيمتها في الحرب العالمية الأولى. وفرض الانتداب الفرنسي والبريطاني على المشرق العربي، مما يعني نهاية وجودها، و قيام جمهورية تركيا. فما هي عوامل سقوط الإمبراطورية العثمانية ؟ و ما ظروف فرض الانتداب الاجنبي على المشرق العربي؟ و ما هي بعض نتائج فرض الانتداب على المنطقة و ردود فعل السكان الاولية على ذلك؟
I – تحديد عوامل سقوط الإمبراطورية العثمانية:
1- رصد عوامل تفكك الإمبراطورية العثمانية ودورها في التمهيد لسقوطها:
· عوامل خارجية:
+ تزايد أطماع الدول الأوروبية لاقتسام ممتلكات الإمبراطورية المنهارة (الرجل المريض)
+ بداية استقلال عدة مناطق في منطقة البلقان (اليونان – ألبانيا – رومانيا – بلغاريا-صربيا...)
+ مشاركة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى وهزيمتهم وتوقيعهم معاهدة سيفر التي هدمت أركان الإمبراطورية.
+ احتلال عدة مناطق من الامبراطورية(الجزائر-تونس-مصر-ليبيا...)
· عوامل داخلية:
- سياسيا: فشل الإصلاحات العثمانية في القرن 19 بسبب الضغوط الأوروبية - ظهور معارضة (جمعية الاتحاد و الترقي) للسلاطين العثمانيين خاصة السلطان عبد الحميد الثاني الذي ألغى الدستور – تزايد الاضطرابات خصوصا في منطقة البلقان.
- عسكريا: ضعف الجيش العثماني  بسبب اهتمامه بالجانب الاقتصادي والسياسي -  تعدد جبهات القتال (في البلقان وشمال إفريقيا و شبه الجزيرة العربية)
-اقتصاديا: الأزمة المالية لدى العثمانيين بسبب الديون الخارجية وفقدان الضرائب من عدة مناطق (خاصة المناطق المتمردة)، ووضع ماليتها تحت المراقبة.
ساهمت هذه العوامل في تقليص المجال الجغرافي للإمبراطورية العثمانية الذي اصبح منحصرا في المشرق العربي و شبه جزيرة الاناضول
2 – رصد بعض الأحداث التي عجلت بسقوط الإمبراطورية العثمانية:
· بروز خلافات عميقة بين أعضاء الحكومة العثمانية في بداية القرن 20 في ظل استمرار المعارضة الممثلة في جمعية الاتحاد والترقي التركية.
· الثورة العربية الكبرى بزعامة الشريف حسين بن علي مدعوما من طرف بريطانيا ضد التواجد العثماني بالمشرق العربي، و نجاح الثورة في إخراج العثمانيين.
· توقيع معاهدة " مودروس " بين العثمانيين والبريطانيين، التي انهت الثورة العربية، لكن شروطها كانت قاسية على العثمانيين (وضع مضيقي البوسفور والدردنيل  تحت الرقابة الدولية + تقليص القوة العسكرية العثمانية...)
· توقيع اتفاقية سيفر بين الحلفاء والدولة العثمانية بعد نهاية الح 1ونصت على اقتطاع أراضي عثمانية للدول المجاورة ابرزها اليونان...
و بذلك تكون القوى الغربية قد ساهمت بشكل كبير في إضعاف الإمبراطورية  وزوالها وتأسيس الدولة التركية سنة 1923م بزعامة مصطفى كمال " أتاتورك "
II – تشخيص ظروف فرض الانتداب الفرنسي والانجليزي على المشرق العربي و رصد بعض نتائجه:
1 – تتبع تبلور فكرة تقسيم المشرق العربي:
خلال الحرب العالمية الأولى، وقعت الدول الكبرى(فرنسا – بريطانيا – روسيا) اتفاقية سايكس-بيكو الرامية إلى تقسيم منطقة المشرق العربي، والتي نصت على مراقبة روسيا لمنطقة المضيقين، ووضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، والعراق تحت الانتداب الإنجليزي، وجعل فلسطين منطقة دولية. و قد كشف لنين عن مضمون الاتفاقية بعد نجاح الثورة البلشفية، كما اعترفت عصبة الأمم في المادة 22 بحق الدول العظمى- فرنسا وانجلترا تحديدا-بفرض نظام الانتداب على المناطق التي كانت تابعة للهيمنة العثمانية، و الذي يقصد به: إشراف إحدى الدول القوية على إدارة بعض المناطق التي أصبحت تخضع لوصاية عصبة الأمم، حتى تصبح قادرة على ادارة شؤونها بنفسها وهو ما حدث بالمناطق الخاضعة للإمبراطورية العثمانية، حيث عقدت الدول الأوربية سنة 1920 مؤتمر "سان ريمو" لوضع الترتيبات النهائية لتقاسم المشرق العربي في إطار هذا النظام، فأصبحت العراق والأردن وفلسطين تحت نفوذ بريطانيا، وسوريا مع لبنان تحت نفوذ فرنسا، كما أسس مصطفى كمال جمهورية تركيا الحديثة بعد إنهاء الخلافة العثمانية، و حتى بعد تفككها، استمرت انجلترا وفرنسا و اليونان والأرمن في إضعاف تركيا، لكن مصطفى كمال أعاد المناطق المستعمرة من طرف اليونان إلى أنقرة.
 2 – نتائج فرض الانتداب في المشرق العربي و ردود فعل سكان المنطقة:
قسمت فرنسا سويا إلى أربع وحدات و دول منفصلة هي: لبنان و دمشق و حلب و جبل العلويين، وكان الرد السوري على هذا الفعل الاستعماري بطريقتين، طريقة سياسية حيث عقد القوميون العرب في مارس 1920بدمشق المؤتمر السوري العام وكان من ابرز مقرراته: الإعلان عن الاستقلال التام  للبلاد السورية و إقامة حكومة مدنية وإعلان فيصل بن الحسين ملكا دستوريا على البلاد، فضلا عن رفض المادة 22 من ميثاق عصبة الأمم ورفض مطالب الصهيونية بجعل فلسطين وطنا قوميا للإسرائيليين. لكن فرنسا رفضت بشدة وتوعدت المواطنين السوريين بأبشع العقوبات، وقد حركت جيشها للانقضاض على البلاد السورية وتصدت لها مقاومة عسكرية سورية في معركة ميسلون بالقرب من دمشق في يوليوز 1920.
بعد هزيمة المقاومة السورية في معركة ميسلون لجا فيصل بن الحسين إلى العراق وعين ملكا عليها، ووجد هناك إدارة انجليزية محتكرة لأهم الوظائف الأمنية والصحية والمالية والزراعية وغيرها، بينما همشت الفئات الاجتماعية العراقية، وأمام هذا الوضع الاستعماري اندلعت ثورات متعددة، وكانت ثورة 1920 أهم رد شعبي عراقي ضد الانجليز، حيث تكبدت فيها انجلترا خسائر بشرية وعسكرية ومالية جعلتهم يرغمون على تغيير سياستهم وعلاقاتهم بأهل العراق وتسريع نقل الصلاحيات إلى العراقيين.
خاتمة:

عكست السياسة الإمبريالية الأوربية مدى حجم المؤامرة على المشرق العربي في شكل مؤتمرات ولقاءات سرية وفي غفلة من الشعوب العربية انتهت بإسقاط الإمبراطورية العثمانية ونظام الخلاقة الإسلامية لتدخل منطقة المشرق العربي مرحلة جديدة اتسمت بعدم الاستقرار بعد تجزئته إلى كيانات وزرع اليهود بفلسطين في أفق بناء دولته وهوما سيولد القضية الفلسطينية .فماهي جدورها وأشكال التمركز الصهيوني بفلسطين؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire